مرض كرون
مرض كرون هو مرض مزمن، وهو نوع من أنواع أمراض التهاب الأمعاء، الذي يسبب تورم وتهيج الأنسجة، مما يؤدي إلى آلام في البطن، وإسهال شديد، وتعب، وفقدان الوزن وسوء التغذية، يمكن أن يصيب الالتهاب مناطق مختلفة من الجهاز الهضمي تختلف من شخص لآخر، ومن الشائع إصابة نهاية الأمعاء الدقيقة وبداية الأمعاء الغليظة، وينتشر الالتهاب غالبًا إلى الطبقات العميقة من الأمعاء، ويمكن أن يكون مرض كرون مؤلمًا ومتعبًا، وفي بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة.
أسباب مرض كرون
السبب الدقيق لمرض كرون لا
يزال مجهولا، في السابق، كان هناك شك في النظام الغذائي والتوتر، ولكن الآن يعرف
أخصائيو الرعاية الصحية أن هذه العوامل قد تؤدي إلى تفاقم مرض كرون، ولكنها لا تسببه،
وأسباب هذا المرض ما يأتي:
·
الجينات، إذ تم ربط أكثر من 200 جين بمرض كرون، ومع ذلك،
فإن الباحثين ليسوا متأكدين تمامًا من الدور الذي تلعبه هذه الجيثنات في مرض كرون،.
لكن وجود واحد أو أكثر من هذه الجينات قد يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بمرض كرون.
·
الجهاز المناعي، من الممكن أن تؤدي البكتيريا أو
الفيروسات أو العوامل البيئية الأخرى إلى الإصابة بمرض كرون.،على سبيل المثال،
يشتبه في أن بعض البكتيريا الموجودة في ميكروبيوم الأمعاء مرتبطة بمرض كرون، ولكن
من غير المعروف ما إذا كانت هذه البكتيريا تسبب مرض كرون، عندما يحاول الجهاز
المناعي محاربة الكائنات الحية الدقيقة الغازية أو المحفزات البيئية، فإن
الاستجابة المناعية تتسبب أيضًا في مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا الموجودة في
الجهاز الهضمي.
أعراض مرض كرون
تتضمن الأعراض الشائعة لمرض كرون ما يأتي:
·
الإسهال.
·
آلام وتشنجات في المعدة،
وغالبًا في الجزء السفلي الأيمن من البطن.
·
وجود دم في البراز.
·
التعب والإرهاق.
·
فقدان الوزن وانخفاض الشهية.
·
الحرارة المرتفعة.
·
تقرحات الفم.
· ألم حول فتحة الشرج بسبب التهاب النواسير في حال وجودها.
قد لا تكون لدى الشخص جميع هذه الأعراض.
تشخيص مرض كرون
قد يكون من
الصعب أحيانًا تشخيص مرض كرون لأنه يمكن أن يكون له أعراض مشابهة للعديد من
الحالات الأخرى، لكن يمكن للطبيب العام التحقق من أي أسباب واضحة للأعراض وإحالة
الشخص المصاب لإجراء المزيد من الاختبارات إذا لزم الأمر، وأهم أدوات إجراء التشخيص
التي يستخدمها الطبيب ما يأتي:
·
التاريخ الطبي، والذي يتضمن السؤال عن الأعراض التي يعاني
منها الشخص.
·
التاريخ العائلي؛ أي إذا كان يوجد شخص مصاب ضمن العائلة.
·
الفحص البدني، ويتضمن:
o
التحقق من وجود انتفاخ في البطن.
o
الاستماع إلى الأصوات داخل البطن باستخدام سماعة الطبيب.
o
النقر على البطن للتحقق من الألم ومكانه، ومعرفة ما إذا
كان الكبد أو الطحال غير طبيعي أو متضخم.
·
اختبارات مختلفة، منها ما يأتي:
o
اختبارات الدم والبراز
o
تنظير القولون.
o
تنظير الجهاز الهضمي العلوي، وهو إجراء يستخدم فيه الطبيب
منظارًا للنظر داخل الفم والمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة.
اختبارات التصوير التشخيصي، مثل الأشعة المقطعية أو سلسلة الجهاز الهضمي العلوي.، وتستخدم سلسلة الجهاز الهضمي العلوي سائلًا خاصًا يسمى الباريوم والأشعة السينية، وشرب الباريوم سيجعل الجهاز الهضمي العلوي أكثر وضوحًا على الأشعة السينية.
عوامل خطر الإصابة بمرض كرون
قد تشمل عوامل خطر الإصابة بمرض كرون ما يأتي:
·
تاريخ العائلة، الأشخاص الذين لديهم قريب من الدرجة الأولى،
مثل أحد الوالدين أو الأخ أو الابن، هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض، ما يصل إلى 1 من
كل 5 أشخاص مصابين بمرض كرون لديه فرد من العائلة مصاب بالمرض.
·
العمر، يمكن أن
يحدث مرض كرون في أي عمر، ولكن من الأكثر شيوعًا أن يصاب الشخص بالحالة عندما يكون صغيرًا، يتم تشخيص
معظم الأشخاص الذين يصابون بمرض كرون قبل أن يبلغوا سن 30 عامًا تقريبًا.
·
العِرق، على الرغم من أن مرض كرون يمكن أن يؤثر على أي
مجموعة عرقية، إلا أن الأشخاص البيض هم الأكثر عرضة للخطر، وخاصة الأشخاص من أصل
يهودي من أوروبا الشرقية (الأشكناز)، ومع ذلك، فإن معدل الإصابة بمرض كرون يتزايد
بين السود الذين يعيشون في أمريكا الشمالية والمملكة المتحدة، كما يتم ملاحظة مرض
كرون بشكل متزايد بين سكان الشرق الأوسط وبين المهاجرين إلى الولايات المتحدة.
·
تدخين السجائر، يعد تدخين السجائر من أهم عوامل الخطر
التي يمكن التحكم فيها للإصابة بمرض كرون، إذ يؤدي التدخين أيضًا إلى الإصابة
بأمراض أكثر خطورة وزيادة خطر إجراء عملية جراحية.
· الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، وتتضمن هذه الأدوية الأيبوبروفين، ونابروكسين الصوديوم، وديكلوفيناك الصوديوم وغيرها، على الرغم من أنها لا تسبب مرض كرون، إلا أنها يمكن أن تؤدي إلى التهاب الأمعاء الذي يجعل مرض كرون أسوأ.
مضاعفات مرض كرون
قد يؤدي مرض كرون إلى
واحد أو أكثر من المضاعفات التالية:
·
انسداد الأمعاء، إذ يمكن أن يؤثر مرض كرون على سمك جدار
الأمعاء بالكامل، وبمرور الوقت، قد تتندب أجزاء من الأمعاء وتضيق، مما قد يمنع
تدفق محتويات الجهاز الهضمي، وهو ما يُعرف غالبًا بالتضيق، وفي هذه الحالة، قد
يكون من الضروري إجراء عملية جراحية لتوسيع التضيق أو إزالة الجزء المصاب من
الأمعاء.
·
التقرحات، إذ يمكن أن يؤدي الالتهاب المستمر إلى ظهور
تقرحات مفتوحة في أي مكان في الجهاز الهضمي، يمكن أن يشمل ذلك الفم والشرج
والمنطقة التناسلية.
·
الناسور، في بعض الأحيان يمكن أن تمتد القرحات بالكامل
عبر جدار الأمعاء، مما يؤدي إلى إنشاء اتصال بين أجزاء الجسم المختلفة التي لا
ينبغي أن تكون هناك، ويعرف هذا بالناسور، يمكن أن يتطور الناسور بين الأمعاء
والجلد، أو بين الأمعاء وعضو آخر، والناسور الذي يكون بالقرب من منطقة الشرج أو
حولها هو النوع الأكثر شيوعًا.
·
الشق الشرجي، وهو تمزق صغير في الأنسجة التي تبطن فتحة
الشرج أو في الجلد حول فتحة الشرج حيث يمكن أن تحدث العدوى، وغالبًا ما يسبب الألم
عند إخراج البراز، وقد يؤدي إلى الناسور.
·
سوء التغذية، قد يؤدي الإسهال وألم البطن والتشنج إلى
صعوبة تناول الطعام أو قدرة الأمعاء على امتصاص ما يكفي من العناصر الغذائية، ومن
الشائع أيضًا الإصابة بفقر الدم بسبب انخفاض الحديد أو فيتامين ب 12 الناجم عن
المرض.
·
سرطان القولون، إذ إن الإصابة بمرض كرون الذي يؤثر على
القولون يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون، تدعو الإرشادات العامة لفحص سرطان
القولون للأشخاص الذين لا يعانون من مرض كرون إلى إجراء تنظير القولون على الأقل
كل 10 سنوات بدءًا من سن 45 عامًا.
·
أمراض الجلد، قد يصاب العديد من الأشخاص المصابين بمرض
كرون أيضًا بحالة تسمى التهاب الغدد العرقية القيحي، يتضمن هذا الاضطراب الجلدي
عقيدات عميقة وأنفاقًا وخراجات في الإبطين والفخذ وتحت الثديين وفي المنطقة
المحيطة بالشرج أو الأعضاء التناسلية، كما تزيد بعض علاجات مرض كرون من خطر
الإصابة بسرطانات الجلد، لذا يوصى بإجراء فحص روتيني للجلد.
·
مشاكل صحية أخرى، إذ يمكن أن يسبب مرض كرون مشاكل في
أجزاء أخرى من الجسم، ومن بين هذه المشاكل انخفاض الحديد، والذي يسمى فقر الدم،
وهشاشة العظام، والتهاب المفاصل، وحصوات الكلى، ومشاكل في العين، وأمراض المرارة
أو الكبد.
·
جلطات الدم.، قد يزيد مرض كرون من خطر الإصابة بجلطات
الدم في الأوردة والشرايين.
علاج مرض كرون
لا يوجد علاج لمرض كرون، لكن العلاجات يمكن
أن تقلل الالتهاب في الأمعاء وتخفف الأعراض وتمنع المضاعفات، تشمل العلاج الأدوية،
وراحة الأمعاء، والجراحة، لا يوجد علاج واحد يعمل للجميع، يمكن للطبيب أن يصف
للشخص المصاب الأدوية الأفضل لحالته بناءًا على التشخيص والأعراض، وتتضمن هذه
العلاجات ما يأتي:
·
أدوية تثبيط الجهاز
المناعي الذاتي، وهي أدوية تقلل الالتهاب من خلال تقليل نشاط الجهاز المناعي، كما
يمكن أن تساعد بعض الأدوية في علاج الأعراض أو المضاعفات، مثل الأدوية المضادة للالتهابات غير
الستيرويدية والأدوية المضادة للإسهال، إذا تسبب مرض كرون في حدوث عدوى، فقد يحتاج
الشخص إلى مضادات حيوية.
·
راحة الأمعاء، تتضمن شرب سوائل معينة فقط أو عدم تناول
أو شرب أي شيء، مما يسمح للأمعاء بالراحة، قد يحتاج الشخص إلى القيام بذلك إذا كانت أعراض مرض كرون
شديدة، ويمكن الحصول على العناصر الغذائية المهمة من خلال شرب سائل أو أنبوب تغذية
أو أنبوب وريدي (IV)،
وقد يحتاج الشخص إلى إراحة الأمعاء في
المستشفى، أو قد يتمكن من القيام بذلك في المنزل، وستستمر لبضعة أيام أو ما يصل
إلى عدة أسابيع.
·
الجراحة، إذ يمكن للجراحة علاج المضاعفات وتقليل الأعراض
عندما لا تساعد العلاجات الأخرى بشكل كافٍ، ستتضمن الجراحة إزالة الجزء التالف من
الجهاز الهضمي لعلاج ما يأتي:
o
النواسير.
o
النزيف الذي يهدد الحياة.
o
الانسدادات المعوية.
o
الآثار الجانبية للأدوية عندما تهدد الصحة.
o
الأعراض في حال لم يتم التحسن من خلال الأدوية.
المراجع:
