كل ما تحتاج معرفته عن نقص هرمون الغدة الدرقية: الأعراض، الأسباب والعلاج

 

ما هو قصور الغدة الدرقية


قصور الغدة الدرقية هو حالة تحدث عندما تصبح الغدة الدرقية غير قادرة على إنتاج كمية كافية من الهرمونات الأساسية مثل الثيروكسين (T4) وثلاثي يودوثيرونين (T3)، إذ  تلعب هذه الهرمونات دورًا حيويًا في تنظيم العديد من وظائف الجسم، مثل الأيض، وتوليد الطاقة، والنمو، وعندما تكون هذه الهرمونات في مستويات منخفضة، يمكن أن تؤدي إلى تباطؤ في وظائف الجسم المختلفة، وتنتشر هذه الحالة بشكل أكبر بين النساء، وخاصة في الأعمار المتقدمة، لكن يمكن أن تصيب أي شخص، بما في ذلك الرجال والأطفال، يمكن أن يكون القصور إما خفيفًا أو حادًا، ويمكن أن يتطور بشكل تدريجي على مدى سنوات. 

أعراض نقص هرمون الغدة الدرقية

قصور الغدة الدرقية قد يظهر من خلال مجموعة متنوعة من الأعراض التي تؤثر على الجسم والعقل، تتفاوت شدة هذه الأعراض من شخص لآخر، وقد تكون تدريجية أو مفاجئة، بالنظر إلى تأثير هرمونات الغدة الدرقية على العديد من وظائف الجسم، فمن الضروري أن نتعرف على الأعراض الرئيسية التي قد تشير إلى نقص هرمون الغدة الدرقية، وفيما يأتي أهم هذه الأعراض:

  • التعب الشديد: غالبًا ما يعاني المصابون بقصور الغدة الدرقية من شعور دائم بالتعب، حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم، وهذا الشعور بالإرهاق قد يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية.
  • زيادة الوزن: مع تباطؤ الأيض، قد يكتسب المصابون وزناً غير مبرر رغم عدم تغيير نمط حياتهم أو عاداتهم الغذائية.
  • حساسية للبرد: في حال نقص الهرمونات الدرقية، يصبح الجسم أقل قدرة على تنظيم درجة الحرارة، مما يجعل الشخص يشعر بالبرد بشكل مفرط.
  • الإمساك: يعاني الكثير من المصابين من بطء في الجهاز الهضمي مما يؤدي إلى مشاكل في الهضم والإمساك المزمن.
  • ضعف الشعر وجفاف البشرة والشعر: يمكن أن يؤثر قصور الغدة الدرقية على صحة البشرة بجفافها وتقشرها، وصحة الشعر، مما يتسبب في تساقطه وجفافه.
  • ضعف الذاكرة: قد يعاني البعض من صعوبة في التركيز أو تذكر الأشياء، وهذا يمكن أن يؤثر على الأداء اليومي في العمل أو المدرسة.
  • تغيرات في الدورة الشهرية: قد تكون الدورة الشهرية أكثر غزارة أو غير منتظمة، مما قد يدل على وجود مشكلة في الغدة الدرقية.
  • الاضطرابات النفسية: قد يعاني المصابون بقصور الغدة الدرقية من الاكتئاب أو التقلبات المزاجية، إذ تؤثر هرموات الغدة الدرقية على وظائف الدماغ.
  • انخفاض معدل ضربات القلب: يعاني البعض من تباطؤ في معدل ضربات القلب، مما يؤدي إلى الشعور بالخمول والدوار.
  • انتفاخ الوجه: يعاني بعض المرضى من تورم طفيف في الوجه، وهو عرض آخر يمكن أن يكو مرتبطَا بنقص هرمون الغدة الدرقية.

أسباب نقص هرمون الغدة الدرقية

هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى حدوث قصور الغدة الدرقية، وهذه الأسباب تتراوح من مشاكل مناعية ذاتية إلى نقص في العناصر الغذائية أو حتى تلف مباشر للغدة، لفهم الأسباب بشكل أفضل، من المهم معرفة ما الذي يمكن أن يتسبب في تعطيل عمل الغدة الدرقية، وفيما يأتي أهم هذه الأسباب:

  • مرض هاشيموتو: هو أكثر الأسباب شيوعًا لقصور الغدة الدرقية، وهو مرض مناعي ذاتي يتسبب في مهاجمة جهاز المناعة للغدة الدرقية وتدميرها، مما يؤدي إلى تقليل قدرة الغدة على إنتاج الهرمونات.
  • استئصال الغدة الدرقية: في حال إجراء عملية جراحية لإزالة الغدة الدرقية بسبب مشاكل صحية أخرى مثل سرطان الغدة أو خمول الغدة، فإن الشخص يصبح عرضة للإصابة بقصور في الغدة الدرقية.
  • العلاج باليود المشع: يُستخدم اليود المشع لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى تدمير الخلايا الدرقية وبالتالي الإصابة بالقصور.
  • نقص اليود: اليود هو عنصر أساسي لإنتاج الهرمونات الدرقية، وفي مناطق معينة من العالم حيث نقص اليود في النظام الغذائي، قد يتسبب ذلك في تضخم الغدة الدرقية (الدُراق) وأحيانًا قصور في إنتاج الهرمونات.
  • الأدوية: بعض الأدوية مثل الليثيوم والأميدارون يمكن أن تؤثر على وظائف الغدة الدرقية.

أنواع قصور الغدة الدرقية

قصور الغدة الدرقية يمكن تصنيفه إلى أنواع مختلفة بناءً على السبب الذي أدى إلى الحالة، هذه الأنواع تشمل:

  • قصور الغدة الدرقية الأولي: يحدث عندما تتعطل الغدة الدرقية نفسها، أي عندما لا تستطيع الغدة إنتاج كميات كافية من الهرمونات رغم وجود إشارات من الغدة النخامية لتحفيزها.
  • قصور الغدة الدرقية الثانوي: يحدث عندما لا تكون الغدة النخامية قادرة على إرسال الإشارات المناسبة إلى الغدة الدرقية بسبب ضعفها أو خلل فيها.
  • قصور الغدة الدرقية الترحيبي: يحدث عندما تحاول الغدة الدرقية تعويض نقص الهرموات عن طريق تضخم حجمها.

    عوامل خطر الإصابة بنقص هرمون الغدة الدرقية

    توجد بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بقصور الغدة الدرقية، فيما يأتي الأشخاص الذين يمتلكون أحد هذه العوامل قد يكونون أكثر عرضة لهذه الحالة:

    • التاريخ العائلي لأمراض الغدة الدرقية: إذا كان هناك شخص في العائلة مصابًا بمشاكل في الغدة الدرقية، قد تزيد احتمالية الإصابة.
    • السن: النساء بعد سن الأربعين، خاصة في فترة ما بعد انقطاع الطمث، هن أكثر عرضة لهذه الحالة.
    • الأمراض المناعية الذاتية: مثل مرض السكري من النوع 1 أو التهاب المفاصل الروماتويدي، يمكن أن تؤدي إلى حدوث خلل في جهاز المناعة وبالتالي قصور في وظائف الغدة.
    • العلاج السابق لفرط نشاط الغدة الدرقية: الأشخاص الذين خضعوا لعلاج باليود المشع أو جراحة إزالة جزء من الغدة الدرقية قد يصابون بقصور لاحق.
    • التعرض للإشعاع: الأشخاص الذين خضعوا للعلاج الإشعاعي في منطقة الرقبة أو الرأس قد يواجهون خطرًا أعلى للإصابة بقصور الغدة الدرقية.
    • العوامل البيئية: التعرض المسئتمر للمواد الكيميائية قد يؤثر على صحة الغدة الدرقية.

    المضاعفات المحتملة لنقص هرمون الغدة الدرقية

    إذا لم يتم التعامل مع قصور الغدة الدرقية بشكل صحيح، فإن الحالة قد تؤدي إلى عدة مضاعفات خطيرة، وتأخير العلاج أو عدم معالجته قد يزيد من مخاطر حدوث المضاعفات التالية:

    • الدُراق: في بعض الحالات، يحاول الجسم تعويض نقص الهرمونات الدرقية عن طريق زيادة حجم الغدة، مما يؤدي إلى تضخمها.
    • أمراض القلب: نقص الهرمونات قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
    • الغيبوبة الدرقية: حالة طارئة تحدث عندما ينخفض مستوى الهرمونات بشكل حاد ويؤدي إلى الدخول في غيبوبة تهدد الحياة.
    • العقم: قد تؤثر الغدة الدرقية على التوازن الهرموني وتؤدي إلى مشاكل في الخصوبة.
    • مرض القلب: نقص هرموات الدرقية يؤدي إلى ارتفاع الكولسترول، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

    تشخيص نقص هرمونات الغدة الدرقية

    تشخيص قصور الغدة الدرقية يتم من خلال مجموعة من الفحوصات المخبرية التي تساعد الأطباء على تحديد مستوى الهرمونات في الجسم:

    • اختبار TSH: هو الفحص الأكثر استخدامًا لقياس مستوى الهرمون المنبه للغدة الدرقية، ارتفاعه يدل على أن الغدة الدرقية لا تعمل بشكل كافٍ.
    • اختبار T4: يقيس مستوى هرمون الثيروكسين في الدم، إذا كان مستوى T4 منخفضًا، فهذا قد يشير إلى قصور الغدة الدرقية.
    • اختبار الأجسام المضادة: للكشف عن وجود أمراض مناعية ذاتية مثل داء هاشيموتو، يتم قياس مستويات الأجسام المضادة في الدم.

      علاج نقص هرمون الغدة الدرقية

      العلاج الرئيس لقصور الغدة الدرقية هو استخدام هرمونات صناعية تعوض النقص في هرمونات الغدة الدرقية، العلاج يعتمد على نتائج الفحوصات ويجب أن يتم تحت إشراف طبي مستمر:

      • الليفوثيروكسين: هو العلاج الأكثر شيوعًا ويشمل تناول أقراص يومية تحتوي على هرمونات الغدة الدرقية.
      • تعديل الجرعة: يتم تعديل الجرعة بناءً على فحص مستويات الهرمونات في الدم بمرور الوقت.
      • المتابعة المستمرة: يتطلب الأمر متابعة دورية لمستويات الهرمونات وضبط الجرعات حسب الحاجة.
      • العلاج الجراحي: في بعض الحالات، قد يتم اللجوء إلى استئصال الغدة الدرقية جزئيََا أو كليًا، وخاصةً إذا كان القصور نتيجة لورم أو تورمات غير طبيعية. 

      الوقاية من قصور الغدة الدرقية

      لا يمكن الوقاية من قصور الغدة الدرقية في معظم الحالات، خاصة عندما يكون نتيجة لأسباب وراثية أو مناعية، ومع ذلك، يمكن تقليل المخاطر في بعض الحالات عن طريق:

      • نظام غذائي متوازن: تناول الأطعمة الغنية باليود والمغذيات الأساسية الأخرى مثل السيلينيوم والزنك.
      • الحصول على العلاج المناسب: في حالات علاج الغدة الدرقية أو التعامل مع الأمراض المناعية الذاتية.

      النظام الغذائي المناسب للمصابين بنقص هرمون الغدة الدرقية

      نظام غذائي صحي يمكن أن يساعد في دعم الغدة الدرقية في إنتاج الهرمونات بشكل صحيح، ويشمل:

      • الأطعمة الغنية باليود: مثل الأسماك، ومنتجات الألبان، والملح المدعم باليود.
      • السيلينيوم: موجود في المكسرات مثل الجوز البرازيلي.
      • الزنك: يوجد في اللحوم، المحار، والدواجن.

       تأثير قصور الغدة الدرقية على الحمل والخصوبة

      قصور الغدة الدرقية قد يؤثر بشكل كبير على الخصوبة والصحة الإنجابية للنساء، قد يؤدي إلى:

      • اضطرابات الدورة الشهرية: مما قد يسبب صعوبة في التبويض.
      • الإجهاض أو الولادة المبكرة: تشير الدراسات إلى أن النساء المصابات بقصور الغدة الدرقية قد يواجهن مخاطر أعلى للإجهاض.
      • التأثير على نمو الجنين: في حالة عدم علاج الحالة أثناء الحمل، قد تتعرض الجنين لمشاكل في النمو العقلي والجسدي.

      الفرق بين خمول الغدة الدرقية وقصورها المؤقت

      في حالات معينة، يمكن أن يكون قصور الغدة الدرقية مؤقتًا بسبب عوامل مثل التوتر أو الأدوية، الفرق الرئيسي بينهما يكمن في:

      • خمول الغدة المؤقت: قد يكون نتيجة لضغط نفسي أو علاج دوائي، ويمكن أن يعود الوضع إلى طبيعته.
      • قصور الغدة الدرقية الدائم: يحدث نتيجة لمشاكل هيكلية أو مناعية تدمر الغدة.

      الأسئلة الشائعة

      س: هل يمكن للغدة الدرقية أن تتعافى من قصورها؟
      ج: في معظم الحالات، لا يمكن للغدة الدرقية أن تتعافى بشكل كامل، لكن العلاج بالليفوثيروكسين يمكن أن يعوض النقص في الهرمونات.
      س: هل السمنة تسبب قصور الغدة الدرقية؟
      ج: السمنة يمكن أن تكون عاملًا مساعدًا في زيادة خطر الإصابة، ولكنها ليست السبب المباشر
      .

      المراجع

      1. Mayo Clinic - Hypothyroidism
        https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/hypothyroidism

      2. Cleveland Clinic - Hypothyroidism (Underactive Thyroid)
        https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/12120-hypothyroidism

      3. National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases (NIDDK)
        https://www.niddk.nih.gov/health-information/endocrine-diseases/hypothyroidism

      4. American Thyroid Association - Hypothyroidism
        https://www.thyroid.org/hypothyroidism

      5. Johns Hopkins Medicine - Hypothyroidism
        https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/hypothyroidism

      6. NHS UK - Underactive thyroid (hypothyroidism)
        https://www.nhs.uk/conditions/underactive-thyroid-hypothyroidism

      7. Endocrine Society - Hypothyroidism
        https://www.endocrine.org/patient-engagement/endocrine-library/hypothyroidism


      تعليقات