ألم أسفل الظهر
ألم أسفل الظهر هو أحد أكثر المشكلات الصحية شيوعًا في العالم، ويُعد سببًا رئيسيًا لزيارات الأطباء وللإجازات المرضية في العمل، إذ تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 8 من كل 10 أشخاص يعانون من ألم في أسفل الظهر في مرحلة ما من حياتهم، وتتراوح طبيعة هذا الألم من خفيف يختفي مع الراحة، إلى شديد قد يمنع الحركة ويؤثر على جودة الحياة، وقد يكون الألم حادًا يستمر لأيام، أو مزمنًا يتواصل لأشهر، وتكمن أهمية هذا الموضوع في أن ألم أسفل الظهر قد يكون عرضًا بسيطًا أو مؤشرًا على مشكلة أكثر تعقيدًا، ولهذا من الضروري معرفة أسبابه المحتملة وطرق الوقاية والعلاج المناسبة له.
أسباب ألم أسفل الظهر
تتعدد أسباب الشعور بألم في أسفل الظهر، وقد ترتبط بالعضلات، أو الفقرات، أو الغضاريف، أو الأعصاب، كما قد يكون نتيجة لعوامل نمط الحياة أو إصابات مباشرة، ففهم الأسباب يساعد على التعامل مع الألم بطريقة أكثر فعالية، وتفادي تفاقم الحالة، ومن أبرز أسباب ألم أسفل الظهر ما يأتي:
- إجهاد العضلات أو الأربطة نتيجة حمل أوزان ثقيلة أو الانحناء المتكرر بشكل خاطئ.
- الانزلاق الغضروفي، حيث تنزلق الأقراص الفقرية وتضغط على الأعصاب المحيطة بها.
- تآكل الأقراص الفقرية المرتبط بالتقدم في العمر (داء الفقار التنكسي).
- تضيق القناة الشوكية، مما يضغط على الحبل الشوكي أو الجذور العصبية.
- التهاب المفاصل، مثل الفصال العظمي أو التهاب المفاصل الروماتويدي.
- هشاشة العظام التي تؤدي إلى كسور دقيقة في الفقرات.
- التهابات العمود الفقري أو الأورام، وإن كانت أقل شيوعًا.
- مشاكل في الأعضاء القريبة مثل الكلى، قد تُشعر بألم في أسفل الظهر.
أعراض ألم أسفل الظهر
تختلف أعراض ألم الظهر من شخص لآخر حسب شدة الحالة وسبب الألم، بعض الأعراض تكون واضحة، فيما تكون أخرى أكثر خفاءً وتتطلب ملاحظة دقيقة، ومن الأعراض الشائعة ما يأتي:
- ألم مستمر أو متقطع في أسفل الظهر.
- شعور بالتيبس أو صعوبة في الحركة، خاصة عند الاستيقاظ أو بعد الجلوس الطويل.
- ألم يمتد إلى الأرداف أو الفخذين أو الساقين (كما في عرق النسا).
- ضعف أو تنميل في الساقين أو القدمين.
- زيادة الألم عند الجلوس أو الانحناء أو رفع الأشياء.
- تخفيف الألم عند الاستلقاء أو تغيير الوضعية.
عوامل خطر الإصابة بألم أسفل الظهر
بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة للإصابة بألم أسفل الظهر بسبب ظروف معينة أو أنماط حياة يومية، والوعي بهذه العوامل يساعد على الوقاية المبكرة وتقليل احتمال الإصابة، وتشمل عوامل الخطر ما يلي:
- التقدم في العمر، خاصة فوق سن الأربعين.
- قلة النشاط البدني وضعف عضلات الظهر والبطن.
- زيادة الوزن أو السمنة التي تضع ضغطًا إضافيًا على العمود الفقري.
- الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة بوضعية غير سليمة.
- رفع الأوزان الثقيلة دون استخدام تقنيات صحيحة.
- التعرض للإجهاد أو التوتر المستمر، مما يؤدي إلى شد عضلي.
- التدخين، لأنه يقلل من تدفق الدم إلى أنسجة العمود الفقري ويُضعف الشفاء.
متى يكون ألم أسفل الظهر خطيرًا
في كثير من الحالات، يكون ألم أسفل الظهر عرضًا بسيطًا يزول خلال أيام أو أسابيع قليلة، لكن في بعض الأحيان، يشير الألم إلى حالة خطيرة تستدعي تدخلاً طبيًا عاجلًا، ومن العلامات التي تتطلب استشارة طبية فورية:
- استمرار الألم لأكثر من أسبوعين دون تحسن.
- ألم حاد جدًا لا يمكن تحمله أو يمنع الحركة.
- خدر أو ضعف واضح في الأطراف السفلية.
- فقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء.
- فقدان وزن غير مفسر.
- ألم يشتد خلال الليل أو يوقظك من النوم.
تشخيص ألم أسفل الظهر
يعتمد تشخيص سبب الألم على تقييم دقيق يشمل الفحص الجسدي والتاريخ الطبي، بالإضافة إلى بعض الفحوص المساعدة، والهدف من التشخيص هو تحديد السبب الحقيقي للألم وتوجيه العلاج المناسب، وتشمل طرق التشخيص ما يأتي:
- الفحص السريري لتحديد مدى الحركة وقوة العضلات وردود الأفعال العصبية.
- مراجعة التاريخ المرضي، بما في ذلك ظروف العمل والعادات اليومية.
- الأشعة السينية للكشف عن مشاكل العظام.
- التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية لتوضيح حالة الغضاريف والأعصاب.
- تحاليل الدم أو البول للكشف عن التهابات أو أمراض مزمنة.
علاج ألم أسفل الظهر
يعتمد العلاج على شدة الألم وسببه ومدى تأثيره على الحياة اليومية، وغالبًا ما يبدأ العلاج بإجراءات بسيطة، وقد يتدرج إلى وسائل أكثر تخصصًا في الحالات المزمنة أو المعقدة، وأهم خيارات العلاج ما يأتي:
- استخدام المسكنات البسيطة مثل الباراسيتامول أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
- تناول مرخيات العضلات عند وجود تشنجات.
- ممارسة العلاج الطبيعي لتمرين العضلات وزيادة المرونة.
- تطبيق الكمادات الدافئة أو الباردة حسب الحالة.
- الخضوع لحقن كورتيزون لتخفيف الالتهاب (في الحالات المتقدمة).
- الجراحة كخيار أخير عندما تفشل العلاجات الأخرى أو عند وجود ضغط شديد على الأعصاب.
الوقاية من ألم أسفل الظهر
تعتمد الوقاية بشكل كبير على نمط الحياة، فاتخاذ خطوات بسيطة يوميًا يمكن أن يقلل من احتمال الإصابة أو تكرار الألم، وفيما يأتي نصائح فعالة للوقاية من ألم أسفل الظهر:
- ممارسة الرياضة بانتظام، خاصة تمارين تقوية عضلات الظهر والبطن.
- الحفاظ على وزن صحي، لتخفيف الضغط على العمود الفقري.
- تجنب رفع الأشياء الثقيلة بطريقة خاطئة.
- اختيار مقعد يدعم الظهر أثناء الجلوس الطويل.
- الحرص على أخذ فترات راحة عند الجلوس أو القيادة لفترة طويلة.
- تحسين نوعية النوم واختيار فرشة ووسادة مناسبة.
- التوقف عن التدخين لدوره السلبي في تقليل تدفق الدم إلى العمود الفقري.
الفرق بين ألم أسفل الظهر الحاد والمزمن
تصنيف ألم الظهر إلى حاد أو مزمن يساعد في اختيار العلاج الأنسب لكل حالة.
- الألم الحاد: يستمر لبضعة أيام إلى أسابيع، ويحدث عادةً بسبب إصابة مباشرة أو إجهاد عضلي، وغالبًا ما يزول دون تدخل كبير.
- الألم المزمن: يستمر لأكثر من 12 أسبوعًا، وقد يكون ناتجًا عن حالات مثل الانزلاق الغضروفي أو التهابات مزمنة في العمود الفقري، وقد يحتاج إلى علاج طويل الأمد.
هل المكملات الغذائية مفيدة لألم الظهر
رغم أن المكملات ليست علاجًا مباشرًا لألم أسفل الظهر، إلا أن بعض العناصر مثل الكالسيوم، وفيتامين D، والمغنيسيوم قد تدعم صحة العظام وتقلل من عوامل الخطر، ومع ذلك، يجب عدم الاعتماد على المكملات وحدها، بل يُفضل استخدامها تحت إشراف طبي كجزء من نمط حياة صحي متكامل.
